فقال : ولم يا لعين؟ >
>فقال : إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعة الله درجة
>
>فقال : فإذا صاموا؟
>
>فقال : أكون مقيداً حتى يفطروا
>
>فقال : فإذا حجوا؟
>
>فقال : أكون مجنوناً
>
>فقال : فإذا قرءوا القرآن؟
>
>فقال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار
>
>فقال : فإذا تصدقوا؟
>
>فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين
>
>فقال له النبي ولما ذلك يا أبا مرة.
>
>فقال فإن في الصدقة أربع خصال: وهي إن الله تعالي ينزل في ماله البركة وحببه
>إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا
>
>فقال له النبي: فما تقول في أبي بكر؟
>
>فقال : يا محمد لم يطعني في الجاهلية فكيف يطعني في الإسلام
>
>فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟
>
>فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه ""
>
>فقال : فما تقول في عثمان بن عفان؟
>
>فقال : استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن ""
>
>فقال : فما تقول في على بن أبي طالب؟
>
>فقال : ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط.
>
>فقال رسول الله الحمد لله الذي أسعد آمتي وأشقاك إلي يوم معلوم
>
>فقال له إبليس اللعين : هيهات هيهات وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم
>معلوم؟ وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهو لا يروني
>، فوالذي خلقني وانظرني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين جاهلهم وعالمهم وأميهم
>وقارئهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
>
>فقال : ومن هم المخلصون عندك؟
>
>فقال : أما علمت يا محمد أن من احب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى وإذا
>رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله
>تعالى فتركته وان العبد مادام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا
>فإنه أطوع ممن أصف لكم؟ أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد ، إما
>علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر ، وإن التكبر من أكبر الكبائر يا محمد أما
>علمت إن لي سبعين ألف ولد ، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وكلته
>بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته
>بالعجائز ، أما الشبان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف
>شاؤا ، ومنهم من قد وكلته بالعباد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم
>فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبوهم بسبب من الأسباب فأخذ منهم
>الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون ، أما علمت يا محمد أن
>برصيصا الراهب أخلص لله سبعين سنة كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه
>حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل
>الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب
>العالمين
>
>أما علمت يا محمد أن الكذب منى وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي ، ومن حلف
>بالله كاذباً فهو حبيبي. أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما
>لمن الناصحين فاليمين الكاذبة سرور قلبي ، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي
>وشهادة الزور قرة عيني ورضاي ، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان ورة واحدة
>ولو كان صادقاً فإنه من عود لسانه بالطلاق حرمت عليه زوجته. ثم لا يزالون
>يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من آجل كلمة.
>
>يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة